الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية سليم الرياحي: ما وقع في تركيا كان مناسبة لتبديد أحلام بعض الإنقلابيين الصامتين في تونس

نشر في  17 جويلية 2016  (21:27)

تعليقا على محاولة الإنقلاب الفاشلة بتركيا ليلة الجمعة الماضية، اعتبر رئيس الإتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أن ما وقع في تركيا كان مناسبة لتبديد أحلام بعض الإنقلابيين الصامتين في تونس. وكتب الرياحي ما يلي :

" لا يمكن المرور على حادثة فشل الإنقلاب العسكري في تركيا دون استخلاص عديد العبر كسياسيين، خاصة بعد ما لمسناه من محاولة اسقاط هذا الوضع على الواقع التونسي، وهو ما يستدعي منا التوضيح حتى لا تختلط المسائل  أكثر مما هي عليه اليوم :

ما وقع في تركيا كان مناسبة لتبديد أحلام بعض الإنقلابيين "الصامتين" في تونس ، وهم مجموعة صغيرة من الإنتهازيين من رموز النظام السابق الذين لفضتهم ماكينة الديمقراطية ولم يجداو موقعا في مختلف الأحزاب السياسية الحالية، هؤلاء لم يستوعبوا بعد الخطوات التي قطعناها في تونس لتكريس الحريّة وإعادة السلطة إلى الشعب الذي يقرّر من يحكمه عبر الصندوق والبرلمان وليس عبر الدبابات والثكنات، يقفون على الربوة لاقتناص كبواتنا ثم يظهرون في كل مناسبة  لتمرير أجنداتهم وشعاراتهم الكاذبة، وكلهم شوق للعودة  لزمن كانوا يسمّون فيه الإنقلاب " بالتحول المبارك " والإستبداد " بعهد التغيير " ..

لهؤلاء أقول أن التونسي "عندما يجدّ الجد" لن يعترف الا بقداسة الصندوق، مهما كانت قساوة الظروف خلال المرحلة الإنتقالية بعد الثورة .

هناك أيضا من كانوا يتمنون نجاح الإنقلاب  على اردوغان نكاية في حركة النهضة و تطلعا لسقوطها وربما تمنيّا لإبعادها عن المشهد السياسي التونسي، هذا الموقف لما يحمله من إقصاء وراديكالية لا يستهويني ولا يتماشى برأيي مع حتمية تعايشنا بمختلف مشاربنا السياسية في هذا الوطن القادر على إحتوائنا جميعا  .

بناء على ما عايشته عن قرب في كواليس السياسة بدءا بلقاء باريس ثم جميع الأحداث المتتالية الى اليوم ،تبين لي أن حركة النهضة مرتاحة جدا بتونسيتهاوطوّرت كثيرا في أفكارها و توجهاتها  وبالتالي  لا يمكن مقارنتها بأي من الحركات الإسلامية  الموجودة في العالم، كما ان وجودها اليوم في المشهد السياسي كان بفضل مليون صوت تونسي انتخبهالما لهم من  ميولات إسلامية محافظة و هذا حقّ يكفله الدستور .

وجود النهضة جنبا إلى جنب مع العلمانيين والليبراليين و اليساريين صورة جميلة عن تونس لابد أن نحافظ عليها في ظلّ احترام الدستور والقانون، فلا أحد منا يريد العودة الى الإقصاء و المحاكمات السياسية والقمع والتهجير."

بالعودة لأردوغان، عليه أن يستغل وقوف الشعب التركي في وجه الإنقلاب لتعزيز مكتسبات تركيا من الحريات والإصلاحات،  كما يجب عليه مراجعة سياسته الخارجية خاصة فيما  يتعلق بملف سوريا".